//
you're reading...
يوميات ضابط بالجيش المصرى

بيان : لن أخدم فى الجيش المصرى ، و أتحمل النتائج

20 OCTOBER 2010

 

أنا ممكن أتقبل أنى أفقد حريتى غصب عنى … لكنى معنديش أستعداد أنى أتنازل عنها بأرادتى الحرة

يوم الأتنين اللى فات – 18 أكتوبر 2010 ، تم أبلاغى بالقرار النهائى للمؤسسة العسكرية المصرية ، بترشيحى كظابط احتياط بالقوات المسلحة … و من المفترض أنى أقوم بتسليم نفسى لمنطقة التجنيد التابع ليها يوم الجمعة القادم 22 أكتوبر 2010 ، علشان ينقلونى لكلية الظباط الأحتياط بفايد ، و أبدأ خدمة عسكرية إلزامية لمدة 3 سنوات
طول الفترة اللى فاتت ، كنت بفكر كتير فى القرار السليم اللى المفروض أتخذة فى الموقف دة … أنا ناشط ليبرالى من 2005 ، ناديت كتير بأفكار الفردانية و الحريات الفردية … أتكلمت و كتبت كتير ضد نظام يوليو العسكرى … نقدت الأفكار القومية و الفاشية اللى سيطرت على السياسة المصرية من ساعة صعود العسكر لكرسى السلطة … أتكلمت و دافعت بشدة عن حق الشعبين المصرى و الأسرائيلى فى التعايش السلمى ، و فى أنهاء حالة الصراع المستمر بينهم … و رفضت التحرشات المستمرة اللى بيقوم بيها النظام المصرى تجاة أسرائيل زى دخولة بدون مبرر فى حرب 48 ، و أعتدائة على حق أسرائيل فى الملاحة فى المضايق الدولية ، و دعمة للأرهابيين اللى بيقوموا بأعمال أرهابية ضد المواطنين الأسرائيليين … و فى أبريل 2009 أسست حركة ” لا للتجنيد الإجبارى ” ، كأول حركة مصرية تروج لأفكار السلامية ، و حق المصريين فى الرفض الواعى ، و عن تميز نظام التجنيد الأختيارى عن نظم التجنيد الإلزامية
فكرت كتير ، و كان القرار أنى هرفض تأدية الخدمة العسكرية فى مصر …. و هتحمل النتايج أيا كانت ، رغم علمى أن النتايج هتكون فادحة بأعتبارى اول شاب مصرى بيعترض على الحدمة العسكرية الإجبارية بسبب معتقداتة السلامية
قرارى دة لية أسباب كتيرة جدا
– منها أنى سلامى Pacifist ، ضد حمل السلاح ، و ضد الأنضمام للتشكيلات العسكرية و شبة العسكرية … و قبولى للتجنيد هيبقى إجبار ليا على مخالفة معتقداتى الضميرية ، و مبادئى الأنسانية … وانا معنديش أستعداد أخالف ضميرى و معتقداتى ، مهما كان التمن
– برضة أنا معنديش أستعداد أنى أكون قطعة شطرنج فى سباق التسلح و الصراعات و حمامات الدم اللى بتغمر المنطقة … أنا معنديش أستعداد أنى أرفع سلاح فى وجة شاب أسرائيلى ، مجند إجباريا ، بيدافع عن حق دولته فى الوجود … معنديش أستعداد أبقى رقم بيلعب بيه الجنرالات فى بيزنس الحروب فى الشرق الأوسط
– كمان أنا شايف أن التجنيد الإجبارى نوع من العبودية ، و أنى حد حر … أنا ناضلت سنين طويلة علشان حريتى ، ناضلت ضد بيتى و جماعتى الدينية و المجتمع و أجهزة الشرطة ، و دفعت تمن حريتى كويس ، و كسبتها … دلوقتى أنا معنديش أستعداد أنى أسلم حريتى بأيدى لعصابات من العسكر ، كل اللى بيعرفوا يعملوه هو القتل و الذبح و سفك الدماء … أنا أشرف من أنى آخد تعليمات من عسكر
– فوق كل دة ، أنا مدرك لحجم الدعاية المخابراتية اللى قامت بيها المؤسسة العسكرية ضدى طول الفترة اللى فاتت … و أتهاماتهم المتتالية ليا بالعمالة و الخيانة و العمل لصالح جهات أجنبية … و بعد حجم و شراسة الدعاية ديه ، أصبحت أتخوف على حياتى و سلامتى الجسدية فى القوات المسلحة ، و خصوصا فى ظل منظومة قانونية بتمنع وجود رقابة على الأنتهاكات اللى بتحدث جوا المؤسسة العسكرية ، و فى ظل وجود القضاء العسكرى اللى هو غير محايد ، و جزء من المؤسسة العسكرية اللى بتتهمنى بالأتهامات دى … حرصى على حياتى و على سلامتى الجسدية ، يخلينى أتقبل سنين سجن ، أفضل من المغامرة بتعرضى للأغتيال جوا الجيش
لكن مش معنى كلامى أنى متهرب من الخدمة العسكرية … أنا مش هربان … أنا رافض مش هربان … أنا مقيم فى نفس العنوان المكتوب فى بطاقتى ، و الموجود عند أدارة التجنيد و التعبئة ، و الأمن الحربى و المخابرات ، و اللى مكتوب فى خطاباتى لوزير الدفاع و رئيس الوزراء و رئيسى مجلسى البرلمان و رئيس الجمهورية … أنا مش مستخبى فى أى حتة ، و الشرطة المصرية تقدر تقبض عليا فى أى لحظة ، و انا نفسى على أستعداد كامل لتسليم نفسى للقضاء بمجرد علمى أنى أصبحت مطلوب
بس أحب أأكد على أنى لسة شخص مدنى … الشخص بيبقى عسكرى بعد أستخراجة لكارنية مجند ، و تسليمة لوحدتة ، و أرتدائة الزى العسكرى ، و مفيش حاجة من دول حصلت معايا … أنا هنا بأكد على أنى شخص مدنى ، محصلش أنى أنضميت للقوات المسلحة ، و بالتالى من حقى أتحاكم أمام القضاء المدنى … و أى محاكمة ليا أمام القضاء العسكرى تمثل أنتهاك لحقوقى كشخص مدنى
برضة أأكد على موقفى القانونى ، بأنى قانونا متخلف عن الخدمة العسكرية ( مش متهرب ) ، و المتخلف ملهوش عقوبة قانونية غير أنة لما يروح يتجند بعدين ، بيتجند سنة زيادة … و بالتالى مش من حق المؤسسة العسكرية القبض عليا ، أو أقامة أى دعوة قانونية ضدى بخصوص عدم ذهابى للتجنيد فى الموعد المحدد
أنا عارف أن قرارى دة معناه أنى هدفع تمن غالى جدا … معناه أنى هفقد حقوقى السياسية لمدى الحياة … معناه أنى مش هقدر أسافر برا مصر لفترة طويلة … معناة أنى هلاقى صعوب فى أنى أشتغل ، لأنى معيش الشهادة العسكرية … معناة أنى هتعرض لمضايقات أمنية بأستمرار بسبب موقفى من الخدمة العسكرية …. و فوق دة كلة ، ممكن أتعرض للسجن أكتر من مرة ، و لفترات طويلة

بس الحرية ليها تمن … و انا حد حر ، و معنديش مانع أنى أدفع تمن حريتى …. بتضحيات زى دى قامت ديموقراطيات عظيمة فى أوربا و أمريكا
– تضحيات النشطاء الأمريكان فى السبعينيات ، و أحكام السجن المتتالية اللى صدرت ضدهم ، كانت هيا التمن اللى أتدفع فى مقابل أنسحاب الولايات المتحدة من فيتنام ، و أنهاء الخدمة العسكرية أمريكا
– تضحيات نشطاء أوربا الشرقية ، اللى أتقتل بعضهم ، و أتسجن عدد كبير منهم ، علشان يوقفوا المذابح العرقية فى اوربا ، و يحولوا أوربا من مكان بتتطاحن فى الأعراق لأتحاد أوربى قوى بيمارس دور محترم جدا فى السياسة الدولية ، و فية معايير حقوقية عالية جدا مش موجودة حتى فى أمريكا
– تضحيات الجنود الأسرائيليين السلاميين ، و اللى تعرضوا للسجن كتير اوى علشان ميرفعوش سلاح فى وشنا … تضحياتهم دى لا تستحق منى أقل من أنى آخد نفس الموقف ، و أرفض أشيل سلاح فى وشهم … أنا جزء من جركة الشعوب اللى أختارت السلام ، و بترفض الحرب و الدم
بموقفى دة ، أنا حابب أنى أسجل موقف فى تاريخ العلاقة فى مصر بين المؤسسة العسكرية و المواطنين المصريين … و أتمنى ييجى اليوم اللى يرجع فية الجيش المصرى لثكناتة ، و يتوقف عن التدخل فى السياسة ، و تتحول مصر لدولة مدنية مافيهاش سلطات للعسكريين على المدنيين ، و تتلغى المحاكمات العسكرية و تصريحات السفر و رقابة المخابرات على الصحف و دورها فى الصراع السياسى و الحفاظ على النظام العسكرى … أتمنى ييجى اليوم اللى تتحول فية مصر لدولة ليبرالية عالمانية ، تحترم قيم الفردانية و السلام و حرية الأفراد فى الأختيار ، و تتبنى مفاهيم الحرفية و الحداثة فى فلسفتها لتكوين جيشها الوطنى
مايكل نبيل سند
20 أكتوبر 2010

موضوعات ذات صلة
لا للتجنيد الإجبارى
يوميات ضابط بالجيش المصرى
حملة خطابات لمسئولين مصريين و دوليين أعتراضا على الخدمة العسكرية
فيديوهات
Posted by Maikel Nabil Sanad مايكل نبيل سند at 5:27 PM

About maikelnabilsanad

ابن رع

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

أضف تعليق