//
you're reading...
يوميات ضابط بالجيش المصرى

ليلة القبض على مايكل

16 NOVEMBER 2010

الحرية مش شئ مستحيل ، الحرية موجودة للى يستحقها و عنده أستعداد يدفع تمنها … الدنيا مافيهاش حاجة ببلاش ، اللى بيدفع تمن الحرية بينولها … و أنا بدفع تمن الحرية بأنتظام ، علشان كدة أنا حر غصب عن كل الفاشيست اللى بيحاولوا يصادروا حريتى
أحداث يوم الجمعة و السبت ، 12 و 13 نوفمبر 2010 ، كانت نهاية لنضالى اللى أستمر لسنين طويلة ضد المؤسسة العسكرية المصرية ، دفعت فيهم تمن حريتى و حقوقى ، و دلوقتى أتكلل كفاحى بالنجاج و الأنتصار على المؤسسة العسكرية ، أكبر مؤسسة فاشية فى مصر ، المؤسسة اللى بيخاف أعتى السياسيين من أنة يتكلم عليها او ينقدها … و زى ما انا متعود أنى أحكى كل حاجة بالتفصيل ، أيمانا منى بأن الشعب من حقة يعرف كل حاجة ، فهحكيلكم على كل اللى حصل بالتفصيل
يوم الجمعة الأسود 12 نوفمبر 2010
– يوم الجمعة الضهر ، وصلنى على الموبيل رسالة من والدتى ، بتقول فيها أن أمن الدولة عندهم فى البيت دلوقتى … أنا مبكلمش أهلى ليا فترة ، فمكلمتهاش ، و رحت كتبت عن الموضوع دة على مدونتى … بعدها بشوية بابا كلم أخويا ، و حكالة التفاصيل اللى نشرتها بعدها كتحديث على نفس البوست ، و اللى تتلخص فى أناللى راحوا البيت مكانوش أمن دولة ، لكنهم كانوا من المخابرات العسكرية ، و انهم كانوا عايزينى بأعتبارى متخلف عن الخدمة العسكرية ، و كانوا عايزين يمضونى على أقرار أنى أسلم نفسى للتجنيد مع الدفعة الجاية اللى هتدخل كلية الظباط الأحتياط فى شهر أبريل 2011 ( بأعتبارى فاقد دفعة يعنى ، أو متخلف عن معاد تجنيدى حسب التوصيف القانونى ) … بابا قالهم أنى سايب البيت ، و عايش فى القاهرة ، و عطاهم رقم موبايلى ، و مشيوا علطول … أنا توقعت أنهم هيجولى فى القاهرة يمضونى على الورقة دى ، بس توقعت أن البيروقراطية عندهم هتاخد كام يوم ، يعنى ييجوا بعدها بتلت أو أربع أيام ، مكنتش متخيل أنهم هييجوا بعدها بساعات يعنى
– بعدها ، نزلت وسط البلد قعدت على البورصة مع أصحابى ، و رجعت البيت أتصدمت بخبر القبض على ” أحمد حسن بسيونى “ … أحمد شاب مصرى مؤيد للتجنيد الإجبارى ، عمل صفحة على الفيسبوك بينتحل فيها صفة أدارة التجنيد و التعبئة ، و كان بيقدم أرشادات للشباب اللى داخل الجيش ، و كان كتب كذا مرة كلام ضد الحركة بتاعتى ” لا للتجنيد الإجبارى ” … النيابة العسكرية حولت أحمد للمحكمة العسكرية بتهمة نشر أخبار عسكرية … دة كان مؤشر أن فية تصعيد عام هيحصل من المؤسسة العسكرية
الأختطاف
– حوالى الساعة 10 بالليل ، جرس الباب رن ، فقمت تلقائى فتحت الباب … لقيت اتنين رجالة معرفهمش ، سألونى ” أنت دكتور مايكل ؟ ” ، فقلتلهم ” أيوة ” ، راحوا داخلين الشقة ، و دخل وراهم أتنين كمان … فأنا حاولت أمنعهم ، و قلتلهم ” أنتم مين ؟ خليكوا برا متدخلوش ” ، لكنهم دخلوا بالقوة ، و نصحونى أنى مقاومهمش … لما لقيتهم جوا الشقة فعليا ، و حسيت أنهم مخابرات ، عرضت عليهم أننا نقعد نتكلم و نتفاهم ، لكن قبل ما نتكلم لقيت واحد فيهم حط كلبشات فى أيدى ، و جرجرنى معاة برا باب الشقة بالقوة ، و باقى الناس اللى معاه كانوا ماسكينى من كل ناحية و بيزقونى … حاولت معاهم كتير أنهم يسيبونى أغير هدومى ( لأنهم كانوا واخدينى بترنج النوم ) ، حاولت أخليهم يستنوا أنى ألبس جزمة أو شبشب ، لكنهم مكانوش بيعبرونى ، و كانوا بيهددونى أنى أمشى معاهم بسكوت أحسنلى …. جرجرونى فى الشارع قدام كل جيرانى بهدوم النوم ، و مشونى حافى الشارع كلة ، لحد الشارع الجانبى اللى كانوا راكنين فية عربيتهم …. كلهم كانوا لابسين ملابس مدنية ، و العربية مكنش ليها أى شكل عسكرى خالص ، و محدش فيهم ورانى أى أثبات شخصية أو أى أوراق رسمية تسمحلهم بالفبض عليا ، هما حتى مرضيوش يقولولى هما مين أصلا … لما ركبت العربية ، أخويا جابلى الشبشب و البطاقة بتوعوتى ، و الظابط حط بطاقتى فى جيبة ، و أتحركنا
– ركب معايا فى العربية 8 أفراد ، بس كان فية زيهم 8 تانى على الأقل ساعدوهم فى القبض عليا ، بس مركبوش العربية … و الكلبشات فضلت فى أيديا جوا العربية ، بس مغموش عنيا … أول ما ركبت العربية بقى واضح أن فية شخص كبير فى الرتبة كلهم بيحترموة ، فوجهت كلامى لية مباشرة … كلمته بشدة على الأجراءات القانونية ، و طالبت أنى أشوف كارنيهه و أوامر القبض عليا ، و طبعا مرضيش يورينى أى حاجة … بس قعدت أتكلم بشدة برفض الأسلوب اللى أخدونى بية … و بعدين قلتله أنى باخد دوا قلب ، و أنى محتاج أجيب الدوا بتاعى ، و فوجئت بأن واحد فيهم كان عارف أسم الدوا اللى باخدة
– و انا فى العربية ، مخى أبتدى يحلل اللى حصل ، و أبتديت أحط سيناريوهات للى ممكن يحصل … هما طبعا مكانوش امن دولة ، لسبب بسيط جدا أنى تقريبا معنديش مشاكل مع أمن الدولة … المخابرات ممكن تقبض عليا لسببين : يإما علشان متخلف عن تجنيدى ، و دة هيبقى موضوع تافه لأن التخلف عن التجنيد ملهوش عقوبة بالحبس او السجن ، مجرد أنى أروح الدفعة اللى بعدها و ألبس سنة زيادة … الأحتمال التانى أنهم يكونوا قبضوا عليا بسبب كتاباتى ، و دة كان أحتمال سئ جدا لأن الظروف كانت فى صالحهم … يعنى هما هيكونوا قبضوا فى نفس الوقت على حد مؤيد للتجنيد الإجبارى ” أحمد حسن بسيونى ” ، و على حد معارض للتجنيد الإجبارى اللى هو أنا ، و الأتنين مش هيتحاكموا بسبب آرائهم لكن بسبب نشرهم لمعلومات عسكرية ، و بالتالى منظر المؤسسة العسكرية قدام العالم كلة هيبقى محايد و مش هيبان أى تحيز ضدى … دة غير أن أحنا الجمعة بالليل ، و المنظمات الدولية كلها عندها ويك إند سبت و حد ، و المنظمات المصرية واخدة الأسبوع كلة أجازة بسبب عيد الأضحى ، يعنى أنا محدش هيسأل عنى قبل آخر الأسبوع … يعنى الظروف كلها فى صالح أنهم يحولونى بسرعة لنيابة عسكرية و منها لمحكمة ، من غير ما حد يلحق يدافع عنى … طبعا أكتشفت فى النهاية أنى كنت عاطيلهم حجم أكبر من حجمهم ، و أنهم أغبى من أنهم يفكروا بالطريقة دى … بس انا وقتها حللت فى ذهنى كل السيناريوهات ، و أبتديت أستعد لكل سيناريو ، و جهزت أقوالى اللى هقولها للنيابة فى كل حاله ، و ظبطت كل المسائل
– هما طبعا أخدونى بطريقة قذرة جدا من البيت ، و فضلوا يتعاملوا معايا بنفس الطريقة القذرة دى أول عشر دقايق من بعد تحرك العربية ، و أبتدوا يعملوا تليفوناتهم … بعد كدة المعاملة أتغيرت 180 درجة ، و بقيوا بيعاملونى فى غاية الأحترام ، كنت بتعامل كأنى وزير مقبوض عليه … محدش كان بينادمنى بأسمى ، كلة بيقولى ” يا دكتور ” أو ” يا باشا ” ، و أوامرك و حضرتك و أشتغالات من دى … و كانوا بيتكلموا عنى بنفس الشكل فى عدم وجودى ” الدكتور فين ؟ ” ، ” الدكتور نزل ؟ ” ، ” الدكتور عايز حاجة ؟ ” … طبعا فهمت أنهم عارفين أنى هطلع أحكى كل حاجة ، و كانوا حريصين أنى مكتبش كلام يضايقهم
– أنا أستمريت فى ضغطى عليهم بسبب الطريقة اللى أخدونى بيها ، و بخصوص دوا الضغط بتاعى … هما أبتدوا ساعتها فى سلسلة أعتذارات ، و الرئيس بتاعهم ” تقريبا كان مقدم ” ، قالى أنة واخد تعليمات انة يجيبنى ، لكنه معندوش فكرة عنى أو عن رد فعلى … طبعا الكلام دة فاكس ، لأنة عارف أنى دكتور ، و زميلة عارف أسم الدوا بتاعى ، يعنى ازاى ميعرفش حاجة عنى ؟ … بعد سلسلة الأعتذارات ، وعدنى أنة يبعت حد لشقتى يجيبلى هدومى و الدوا بتاعى ، كنوع من الأعتذار عن الطريقة اللى قبضوا عليا بيها
– طبعا أنا لما لقيتهم أبتدوا يحترمونى ، فهمت ان الموضوع مافيهوش ضرب ولا تعذيب … لأن هما لما بيبقى عندهم أوامر بالضرب ، بيضربوا الشخص علقة سخنة فى الأول ، علشان يبقى مطيع ليهم طول الوقت … طبعا هو لما بيبقى معندهوش أوامر بالضرب ، فهو هيخاف يكسر الأوامر دى لأى سبب … و دة خلانى بتكلم معاهم بندية و شجاعة ، و كونى عارف قانون كويس فكنت بواجههم بحقوقى و بأخطائهم القانونية و الإجرائية ، و هما فضلوا يعتذروا
– عجبنى جدا انى كنت ثابت و متهزتش ولا لحظة … من اول لحظة كنت فى قمة الشموخ و الشجاعة و القوة … مخفتش أبدا … كلامى معاهم كان بندية شديدة … كنت عارف حقوقى كويس ، و كنت برفع تون صوتى فى الوقت المناسب … كنت أسد مأسور ، لكنه لسة أسد … أنا مش بكتب الكلام دة فشخرة ، لكن انا فعلا كنت منزهل من تكيفى السريع مع الوضع ، بأعتبارى أول مرة يتم أختطافى من البيت بالشكل المرعب دة
فى وكر العصابة
– العربية أتحركت من عين شمس ، مشيت فى جسر السويس ، و بعدين دخلت لشارع عرضى فى مصر الجديدة … بعد حوالى ربع ساعة وصلنا منطقة عسكرية ( معرفش فى مصر الجديدة ولا مدينة نصر ) … و البوابة عليها يافطة كبيرة أوى ” الشرطة العسكرية ” … فتحوا البوابة ، و العربية دخلت جوا ، و نزلنا ، و دخلنا مبنى ” أدارة التحريات الجنائية “
– جوا فكوا الكلبشات من أيديا ، و المعاملة الممتازة كانت مستمرة … عطونى موبيل بتاع ظابط مجند ، كلمت أخويا ، و قلتلة أنى فى الشرطة العسكرية ، و قلتلة أنة هيعدى علية حد من الشرطة العسكرية أسمة حسن ( دة أسم حركى أتفقت عليه مع المقدم اللى قبض عليا ) و عطيتة أسماء الأدوية بتاعتى ، و الهدوم اللى عايزها ، و قلتلة يحطهم فى شنطة مع 50 جنية ، و يديهم للعسكرى … و فعلا بعتوا الراجل دة ، و جابلى الشنطة ، و خلونى أعد الفلوس قدامهم علشان أتأكد أنها كامله ، و متسرقتش
– قبل ما أتكلم فى التليفون ، سألت الظابط الكبير اللى قبض عليا ، قلتلة أجيب هدوم و غيارات داخلية أد أية ؟ … فقالى : غيارين تلاتة … طبعا أنا قلت : بس ، دى كدة فيها أسبوع على الأقل
– وقتها كان مكتب التحريات الجنائية بيحقق مع اتنين مقبوض عليهم … اللى فهمته من قصتهم ، أنهم كان المفروض يتجندوا ، و حد قالهم أنه هيطلعهم من أجراءات الكشف الطبى من خلال أنه يطلعلهم نتيجة تحليل فيرس سئ أيجابى ، و الموضوع أتكشف و قبضوا عليهم
– طلعونى الدور التانى فى مكتب التحريات الجنائية ، كان فية عنبر كبير ، و أوضة صغيرة نضيفة … مرضيوش يدخلونى فى العنبر ، و دخلونى الأوضة … الأوضة فيها سريرين ، و مرتبتين على الأرض … المرتبتين كان نايم عليهم اتنين مقبوض عليهم و متكلبشين فى بعض ( أنا مكنتش متكلبش ) … طلعوا الأتنين من الأوضة ، و عطونى أحسن سرير فى الأوضة … اللى فهمتة بعدين أن الأوضة بينام فيها ظابط جيش على سرير فخم ، و ظابط مجند على سرير عادى ، و على الأرض بينام العساكر او المقبوض عليهم … فأنا عطونى السرير بتاع ظابط الجيش الكبير ، و الظابط دة نام على السرير العادى ، و الظابط المجند نام على الأرض ، و المقبوض عليهم طلعوهم برا … بعنى أنا أخدت أحسن سرير فى الأوضة
– بعدين الظابط الكبير اللى قبض عليا ( اللى أعتقد أنة مقدم ) ، أبتدى يدى تعليمات بخصوصى … طلبلى شاى ، و جابلى أزازة مية كبيرة ، و عطى تعليمات أن طلباتى كلها تنفذ ، و انهم يجيبولى أى حاجة أطلبها ، و أنهم ينزلونى دورة المية فى أى وقت … أمر برضة أنهم يجيبولى عشا ، لكنة بعد ما مشى جابوا العشا ، لكن محدش جابهولى ، تقريبا أكلوه … الظابط اللى أنا نمت على سريرة كان مقهور من كدة ، لكنة أضطر يعاملنى كويس علشان التعليمات ، و الظابط المجند كان خايف منى جدا
– كان فية فى الأوضة تليفزيون أبيض و أسود ، كان شغال عليه قناة النيل للدراما … بس ، فأنا فضلت سهران عليه لحد الساعة 4 الفجر ( معاد نومى الطبيعى ) ، كان مليان مسلسلات قديمة و بايخة ، بس أهه كنت بتسلى … برضة الأوضة مكانتش مقفولة علينا ، يعنى باب الأوضة كان مفتوح عادى ، بس طبعا مكنش عندى أستعداد أنى اطلع أتمشى لوحدى فى منطقة عسكرية بالليل علشان آخدلى رصاصة مفلوظة فى صدرى
– بعد كدة ، نمت قرير العينين لحد الصبح
فى مكتب التحريات الجنائية
– الصبح صحيت على دوشة المجندين و هما بيصحوا من النوم … أعتقد كانت الساعة 6 و نص … فضلت مريح على السرير شوية ، لحد ما جم قالولى ألبس هدومى … لبست و نزلت معاهم ، و قعدونى فى أوضة التحريات الجنائية … كان فية هناك الأتنين المقبوض عليهم بتوع فيرس سى … و كان الظباط بيقسموا اللبطشيات بتاعت اليوم
– واحد فيهم شافنى بطلع الدوا بتاعى ، فقاللى أستنى ماخدش الدوا على معده فاضية ، و عرض يجيبلى فطار … واضح أن كان عندهم تعليمات مشددة بخصوص حالتى الصحية … بس انا طبيعى مكنش عندى نية انى آكل أو أشرب من عندهم أى حاجة ، لأنى كنت متخوف أنهم يكونوا حاطينلى حاجة فى الأكل ، حتى الشاى مشربتهوش
– لاحظت أنهم عندهم فى المكتب عدد 6 كرابيج ، حاطينهم فوق الدولاب …. ياترى بيعملوا بيهم أية ؟ … عرفتوا لية هما عاملين حظر على نشر المعلومات العسكرية ؟
– بعدها جابوا أتنين حالتهم زى حالتى ، متخلفين عن التجنيد و مقبوض عليهم ( بس أتقبض عليهم بطريقة محترمة ، مش زيى ) ، و أخدنا ظابط فى عربية ، و طلعنا من المنطقة
– انا أتكلمت مع الظابط دة ، و قلتلة أنى موجود هنا من أمبارح بالليل ، و تم القبض عليا بطريقة غير قانونية ، و ان محدش بلغنى بأية تهمتى و أنا موجود هنا لية ؟ … هو طمنى ، و قالى أنى موجود بسبب موقفى من التجنيد ، و أنى همضى على الأقرار و هروح … و أتأكدت من كلامة لما لقيت الأتنين التانيين اللى معايا عندهم نفس الموقف … كدة طبعا أنا أتطمنت أن الموضوع مش قضية رأى
أدراة التجنيد و التعبئة – حلمية الزيتون – السبت 13 نوفمبر 2010
– فى دقايق كنا وصلنا بالعربية لأدارة التجنيد و التعبئة فى حلمية الزيتون … و هناك قعد معايا الظابط بتاع التحريات الجنائية اللى جابنى معاه فى العربية الصبح ( دة غير الظابط اللى قبض عليا ) ، و حاول يصالحنى ، و أعتذر بشدة على طريقة القبض عليا … أنا واجهتة و قلتلة أن اللى حصل دة أسمة قانونا أختطاف و تعذيب … أختطاف لأنى مشفتش أوراق رسمية … و تعذيب لأن الأذى المعنوى فى اهانتى قدام السكان ، يصنف قانونا على أنة تعذيب … هو فضل يعتذر كتير
– أنا أتكلمت مع الأتنين اللى كانوا ممسوكين معايا … واحد منهم كان قرب يوصل 30 سنة … لما اتخرج من كليته زمان ، مشى فى ورق الجيش ، و أترشح ظابط أحتياط ، و مراحش … و كل 6 شهور يقبضوا علية ، أو يستدعوه ، يمضى أقرار انة هيروح الدفعة اللى بعدها ، و يمشى و برضة ميروحش يسلم نفسة … و كان ناوى يدفع الغرامة اول ما يكمل 30 سنة ، و يخلص … الشخص دة كان مصدر كبير بالنسبالى يساعدنى أنى أعرف اية اللى بيعملوة قبل كدة ، و دة خلانى ألاحظ الحاجات الجديدة اللى أتعملت يومها علشانى
– سلمونا لرائد مسئول فى الكومسيون الطبى … طبعا من أول ما ظابط التحريات الجنائية سابنا ، بطلوا يعاملونى معامله الوزرا دى ، و أبتدوا يعاملونى على انى مجند عادى … يعنى طريقة الكلام الطبيعية بتاعتهم : يلا ، يا زباله ، عسكرى أبن مرة وسخة … إلخ
– طلبوا مننا أننا نقلع بالشورت ، علشان يتعملنا كومسيون طبى كامل … اللى معايا كانوا مستغربين ، لأن كل المرات اللى كانوا بيقبضوا عليهم فيها قبل كدة ، مفيش مرة عملولهم كشف طبى تانى … جة دكتور الرمد و حطلهم قطرة فى عنيهم ، و أنا رفضت أنى أحط قطرة ، و كنت هزعق … أنا عينى كويسة ، لية أحط قطرة تعمينى أربع أيام زى ما حصل قبل كدة ؟ … لقيونى هزعق ، راحوا قالوا خلاص
– الرائد اللى كان مسئول عننا ، فضل يتابعنا فى الكشوفات … كان بياخدنا عند دكتور دكتور ، و يخلصلنا الكشف بتاعنا … كانت معظم الكشفوف شكلية ، و مش جادة .. و انا مكنتش متوقع أو حاسس منهم أنهم هيغيروا فى نتيجة الكشف الطبى
– لما دخلت عند دكتور القلب ، اتكلمت معاه فى حالتى بالتفصيل ، و قاسلى الضغط و كشف عليا ، و برضة كتبلى ” لائق ” قدام الخانة بتاعت الباطنة و القلب … و سألنى لية أنا مروحتش الجيش ؟ فقلتلة أنى باسيفست ( سلامى ) ، ضد حمل السلاح و ضد الأنخراط فى الجيوش … سألنى أية الدليل أنى باسيفيست ؟ مش ممكن أكون بقول كدة علشان مدخلش الجيش ؟ … قلتلة ان الدولة لا تفتش فى ضمائر و نوايا المواطنين ( يعنى هيا الدولة بتقول للمسلم أثبتلنا اناك مقتنع من جواك بالإسلام علشان نكتبلك مسلم فى خانة الديانة ؟ ) … مردش عليا ، و قالى : خليك سلامى مع المجندين … لاحظوا أنى على الرغم من انى المفروض آخد أعفاء طبى بسبب مشاكل القلب ، و أنى فى كل خطوة فى الكشف الطبى كنت بقول دة ، لكنهم كل مرة بيكتبولى لائق فى خانة الباطنة و القلب
– آخر كشف عديت عليه كان دكتور النفسية و العصبية … كان قاعد على المكتب اتنين : الدكتور لابس بالطو ، و ظابط جيش كبير بلبسة العسكرى … الغريب ان ظابط الجيش كان هو اللى بيتكلم ، مش الدكتور … كلمنى على علاقتى بأسرتى ، و على أسباب تأخرى فى دراستى ، و كلمنى بالتفصيل على نشاطى السياسى و كان عارف أسامى رؤساء الأحزاب … و بعدين طلعت من الأوضة ، و رجعت تانى لقيت الدكتور كاتبلى بالقلم الاحمر على أستمارة الكشف الطبى بتاعى
– بعد كدة بعتونى أشترى كراسة و أستمارة ظباط احتياط من مكتب بيبيع الحاجات دى عند البوابة … انا لوحدى اللى طلبوا منى دة ، و باقى اللى مقبوض عليهم معايا مطلبوش منهم كدة … لكنهم فى نفس الوقت مقالوليش اية اللى بيحصل بالظبط ؟ … المهم ، أشتريت الورق ، و مليته … و دخلوة للدكتور ، كمل كتابة فيه … و لما طلع شفت الورق مع الرائد ، و كان الدكتور كاتب ” غير لائق – أضطراب شديد فى الشخصية ” … لحظتها فهمت أن كل اللى حصل كان مجرد فيلم ، بيتحججوا بيه علشان يدونى أعفاء طبى ، و يخلصوا من وجع الدماغ اللى انا عملتهولهم … هما كانوا متخيلين أنى هسلم نفسى للتجنيد و هايحاكمونى عسكريا ، و أنا عملت فيهم مقلبببيانى اللى أعلنت فية رفضى للخدمة العسكرية ، فعملوا الفيلم دة كلة علشان يبان أن الكشف الطبى دة أجراء روتينى ، و اطلع أنا من الجيش من غير ما يبان أنهم عملوا دة بسبب الضغط السياسى اللى عملتهولهم
– أبتدوا بقى يسألونى على ورقى و بياناتى … أنا كانوا قابضين عليا بلبس النوم ، معيش غير بطاقتى اللى أخويا عطاها للى قبضوا عليا ، و مكنتش فاكر الرقم الثلاثى بتاعى … هما بقى قاموا بالواجب كلة ، بعتوا جابوا الرقم الثلاثى بتاعى ، و طبعوا أستمارة 110 تانية ، و مكنش معايا صور أو فيش جنائى ، و هما تغاضوا عنهم … كانوا بيخلصوا الورق بقمة السرعة و التساهل و المرونة
– بعدين أخدونى يصورونى … أنا هنا الفار أبتدى يلعب فى عبى … قلت ممكن تكون خدعة ، و يصورونى علشان يطلعولى كارنية مجند ، و أبقى عسكرى ، و يحاكمونى بالقانون العسكرى … سألتهم بتصور لية ؟ مرضيوش يقولوا … المهم الكومبيوتر كان عطلان ، فانا أستغليت الوقت علشان أسأل ، فعرفت أنى طالما بتصور بلبسى المدنى يبقى دة تصوير إعفاء ، لأن أى تصوير خاص بالمجندين بيبقوا باللبس العسكرى ، فأطمئنيت
– الكومبيوتر كان قديم و فية مشاكل و مش راضى يشتغل … قعدنا أكتر من ساعتين مستنيينه يتظبط … فى نص حواراتهم كان واحد فيهم بيسأل ” لية الجيش ميشتريش أجهزة أحدث من الأجهزة الأثرية دى ؟ ” ، فرد علية اللى قاعد على الكومبيوتر ، و قالة انهم مش عارفين يعملوا برنامج يشتغل على الأجهزة الحديثة … أحا يعنى ، الجيش مش عارف يعمل برنامج يشتغل على جهاز جديد ؟ جيش أية دة يا خواتى ؟ … دة غير طبعا انهم شغالين بويندوز XP ، اللى هو أساسا مش آمن ، و سهل أختراقة ، يعنى مش منطقى أنه يتحط علية معلومات عسكرية !!!!
– المهم ، بعد محاولات عديدة ، الكومبيوتر أشتغل ، و أتصورت ، و بصمت على الكومبيوتر ، و طلعت على استراحة قعدت فيها شوية … لقيت هناك الأتنين اللى كانوا ممسوكين معايا من الصبح ، و معاهم اتنين تانى متخلفين عن التجنيد برضة ، و رحلوهم كلهم فى أتوبيس لكلية الظباط الأحتياط ( تجنيد فورى ) … طبعا صعبوا عليا جدا … أنا مرحلونيش معاهم ، لأنى خلاص أخدت أعفاء ، بس لو كانوا رحلونى كنت هضطر أمتنع عن اللبس العسكرى ، و عن الألتزام بالأوامر العسكرية ، و هضرب عن الطعام ، و هفضل مسجون لحد ما يزهقوا منى و يحاكمونى او يسيبونى … بس كويس أنهم قرروا أنهم ميصعدوش معايا أكتر من كدة
– بعدها بشوية ، دخلونى على مكتب ” مدير أدارة التجنيد ” … الراجل كان بيعاملنى بقمة الأحترام ، و قالى أروح تانى يوم الصبح منطقة تجنيد أسيوط ، أقابل العميد طارق السناوى مدير المنطقة ، يدينى ورقة الأعفاء النهائى من التجنيد ( اعفاء طبى ) … و مضانى على أقرار بأنى هكون متواجد فى المعاد دة … أسلوب كلامة كان من نوعية : أدينى خلاص عطيناك الأعفاء ، فكدة مفيش مشاكل بينا … و تحت أمرك و الأشتغالات اللى من النوعية دى … و قاللى انة هيكلم العميد طارق دلوقتى بالتليفون ، علشان يأكد عليه الكلام دة
– بعدها طلعت قعدت فى الأستراحة تانى ، مستنى آخد الأيصال اللى هروح بية تانى يوم أستلم بيه الإعفاء … شافنى ظابط فى الجيش ، و سألنى قاعد هنا لية ، فحكيتلة الموضوع … فقاللى مستحيل تستلمها بكرة ، لما الدفاتر موجودة أهه على المكتب محدش مسافر بيها …. راح واحد تانى زعقلة ، و قالة ” أنت ملكش دعوة ، هو يروح و هيستلمها بكرة ” … هو فى المعتاد الأعفاء مش بيطلع قبل أسبوعين ، دة غير أنى فاكر أن الرائد كتبلى فى الدوسية ( 5 ديسمبر )

 
الحرية
– بعد كدة عطونى الأيصال و أخدت شنطتى و خرجت برا المنطقة ( كان الوقت حوالى 4 العصر ) … كلمت أخويا ، لقيتة موجود فى المعهد المصرى الديموقراطى … أخدت تاكسى و رحتله ، و أستقبلونى هناك أستقبال رائع … و شفت اللى الناس عملته علشانى ، و اللى انا مستحقهوش ، و اللى أنا ممتن ليه جدا
– حاولت أسافر أسيوط علشان أستلم ورقة الأعفاء ، لكن لظروف العيد ملقيتش تذاكر سفر ، فأجلت السفر لبعد العيد … دة غير أنة بصراحة أنا مش مستريح للذوق المفاجئ اللى نزل على المؤسسة العسكرية مرة واحدة ، و حاسس أن الموضوع فية فخ
– بعد ما خرجت عرفت أن واحد من زمايلى عرف يوصل لظابط مخابرات ، حب يتطمن منة على أخبارى … الكلام دة كان فجر الجمعة ، قبل ما أنا أروح حلمية الزيتون … و الظابط قاله تفاصيل كتيرة جدا عن القبض عليا و طريقة معاملتى جوا ، معلومات محدش برا كان يعرفها … و الظابط طمن صاحبى بأنهم واخدينى علشان يعملولى أعفاء طبى و يخرجونى … طبعا أصحابى مصدقوش الكلام دة وقتها ، لكن لما خرجت و أكتشفنا التطابق بين كل تفصيلة قالها الظابط و بين اللى حصل معايا ، بقى ظاهر أوى السيناريو المخابراتى اللى طلعونى بيه من الخدمة العسكرية
– كدة من المفترض أنى أسافر أسيوط بعد العيد أستلم ورقة الأعفاء بتاعتى ، و بكدة تبقى معركتى مع المؤسسة العسكرية أنتهت بأنتصارى التام ، و بانسحاب المؤسسة العسكرية من المعركة … بس طبعا المؤسسة العسكرية لازم أنها تكون فاهمة أنى مش مسامح على ال 3 سنين اللى معرفتش أسافر فيهم بسبب ورق الجيش ، و على السنة اللى فاتت اللى معرفتش أشتغل فيها بسببهم ، و على الأهانات اللى شفتها فى مناطق الجيش طول السنة اللى فاتت ، و على أجبارهم ليا على قلع هدومى و أجراء كشوفات طبية غصب عنى … و فوق دة كله ، مش مسامحهم على بلدى اللى سرقوها منى من ساعة ما خرجوا من ثكناتهم فى 52
شكر واجب
طبعا ميفوتنيش أنى أشكر كل الزملاء اللى تضامنوا معايا ، و اللى بذلوا مجهود كبير فى تدويل قضيتى فى الساعات الاولى بعد القبض علي
– شكر خاص لمارك أخويا ، اللى كتب عن اختطافى بكل شجاعة على مدونتى بعد ساعات من اختطافى ، و اللى ساعد ان العالم كلة يعرف فى أسرع وقت
– شكر خاص لأدمنز صفحة ” الحرية لمايكل نبيل ” على الفيسبوك ، و مجهودهم فى حشد الناس للتضامن معايا
– شكر خاص لأصدقائى الشجعان : ماجد ماهر ، نجيب المصرى ، حسن كمال ، محمد عبد الحليم ، جون ميلاد … على مجهودهم المتواصل علشان يخرجونى ، و اللى علشانى مناموش يومها ، و لغوا شغلهم ، و كرسوا كل وقتهم علشان حريتى
– شكر خاص لفريق المعهد المصرى الديموقراطى ، على تبنيهم للموضوع ، و أستضافتهم لأخويا طول الوقت
– شكر حار لكل اللى كتبوا عنى : مروة رخا و أحمد منتصر و حسن كمال و غيرهم كتير من المدونين اللى كتبوا عنى و أنا معرفهمش … لكنى مقدر لدورهم و دعمهم
– شكر خاص لكل الل صمموا شعارات للأفراج عنى … محبة كبيرة منكم ، مستحقهاش
– شكر خاص لكل شاب مصرى كتب عن أختطافى و أعلن تضامنة معايا ، و آمن بان التعاون و التضامن الجماعى أقوى من كل جيوش العالم
– شكرا لكل الأصدقاء الدوليين ، اللى دعمونى بكل قوتهم … شكر خاص لأندرياس سبيك و فريق المنظمة الدولية لمناهضة الحروب … شكر خاص لبيتر ميليسيفيك و فريق المكتب الأوربى للأعتراض الضميرى … شكر خاص لمكتب المفوض السامى لحقوق الأنسان بالامم المتحدة ، و مكتب المقرر الخاص بالحريات بالأمم المتحدة
– شكر خاص لكل الأصدقاء الأسرائيليين اللى تضامنوا معايا ، و على رأسهم دينا دنكلمان ، و روعى نحمياس … و اللى من غيرهم مكنش فية حاجة من دى هتحصل
– شكر خاص لكل الأصدقاء المزيفين ، و المناضلين اللى معندهمش قبول للآخر … اللى كشفوا نفسهم فى الموقف دة ، و وفروا عليا مجهود أكتشاف حقيقتهم
– شكر خاص لكل اللى كتبوا ضدى ، و هاجمونى ، و شمتوا فيا … لأنهم بدون ما يقصدوا ، نشروا خبر القبض عليا
فيديو لحظة وصولى للمعهد المصرى الديموقراطى ، بعد أطلاق سراحى

نص البلاغ اللى قدمة زملائى للنائب العام عن حادثة أختطافى
 
نماذج من شعارات التضامن معى

 
 
موضوعات ذات صلة
لا للتجنيد الإجبارى
يوميات ضابط بالجيش المصرى
حملة خطابات لمسئولين مصريين و دوليين أعتراضا على الخدمة العسكرية
فيديوهات
Posted by Maikel Nabil Sanad مايكل نبيل سند at 1:39 AM

About maikelnabilsanad

ابن رع

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

أضف تعليق